█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وأما نبينا محمد ﷺ ، فكان مظهر الكمال ، الجامع للقوة والعدل ، واللين والرأفة والرحمة ، وشريعته أكمل الشرائع ، فهو نبي الكمال وشريعته شريعة الكمال ، وأمته أكمل الأمم ، واحوالهم ومقاماتهم أكمل الأحوال والمقامات ، ولذلك تأتي شريعته بالعدل إيجابا له وفرضا ، وبالفضل ندبا إليه وإستحبابا ، وبالشدة في موضع الشدة ، وباللين في موضع اللين ، ووضع السيف موضعه ، ووضع الندى موضعه ، فيذكر الظلم ويحرمه ، والعدل ويوجبه ، والفضل ويندب إليه ، وحرم الله على أمته كل خبيث وضار ، وأباح لهم كل طيب ونافع ، فتحريمه عليهم رحمة ، وعلى من قبلهم لم يخل من عقوبة ، وهداهم لما ضلت عنه الأمم قبلهم ، ووهب لهم من علمه وحلمه ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وكمل لهم من المحاسن ما فرقه في الأمم قبلهم ، كما كمَّل نبيهم ﷺ من المحاسن بما فرقه في الأنبياء قبله ، وكمل في كتابه المحاسن بما فرقها في الكتب من قبله ، وكذلك في شريعته ، وتفصيل تفضيل هذه الأمة وخصائصها يستدعي سِفرا ، بل أسفارا ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم . ❝